
هل فيكم من يتذكر مشكل "كزرة اتن اسويلم" قبل فترة، ربما 2013، مجرد مثال، حيث احتشدت القبائل وجيشت جيوشها، رغم أنه صراع على "أملاك شخصية"، لكن هذه القبائل تختفي عندما يتعلق الأمر بمهمشيها الذين تتذكرهم عند التصويت أو الرقص أو اتـْبَربير، هذه القبائل تنهض فجأة في مبادرات الولاء بأسماء وصفات قبلية وعلى شاشة التلفاز في قناة شنقيط مثلا، ويفرزون مرشحيهم للتعيينات والانتخابات في ثوب قبلي، وينتفضون عندما يعتقل أحد أساطين نهب المال العام، أو بارونات المخدرات، حينها يجسدون "هيبة الدولة"!
ليست هذه دعوة للاستنجاد بالقبائل، فهي رأس البلاء، ووعاء الطبقية والفساد وتهميش الضعاف وعرقلة الدولة وقتل القانون، وجوهرها يناقض العدل والمساواة. إنما هي ملاحظة لتوضيح أمرين: الأول ازدواجية القبائل حيث تنتصر لظالميها بسبب مراكزهم المالية والاجتماعية القوية، وتهمل مهمشيها مهما كان ضعفهم أو حاجتهم، والثاني تناقض من يتذكرون هيبة الدولة في حالة ويتناسونها في حالات. كما في الأمر تنبيه لأؤلئك السذج الذين تستغلهم القبائل عند الحاجة، وترميهم كما يرمى المنديل بعد انتفاء السبب!
الدولة المدنية العادلة هي الحل، وبناء جهاز عدل ذي مصداقية وأجهزة أمن مهنية هي الوسيلة، وإنصاف المستضعفين ووقف التمييز والنهب والفساد، والعدل بين الناس هو الغاية. حصنوها بالعدل.