
قضية يتحرك من شأنها قلمي،ويتدفق حبري لأخطها في صفحات محفوظة،ولكن مالت بها الأقدار وبفعل أيادي وتدبيرات أعداء لها إلى الحضيض.
لم تذهب ولم تنم مثلما كنا نريد لأن البعض أخذها لمآربه الشيطانية الشخصية،لم يسلكوا نهج الشرف والنزاهة والإنسانية فيها بل جرجروها إلى التعقيد والتأزم والفتنة.
تاجروا بالقضية ولسان حالنا يقول وداعا لمن خلف ورائه الدهشة والإحترام رجال عهدناهم في الميادين والمهرجانات وسطرت أسمائهم في التاريخ بشرف النضال وعزته،ليأتي الدور على آخرين همهم الوحيد جني الأموال وتكديسها رافعين علم النضال لافتة يغتر بها كل من أخفيت عنه كواليس تلك التضحيات الزائفة.
ليشعلوا نار الفتنة بين مكونات الشعب ضاربين بعرض الحائط عامل القوة لذالك الإختلاف العرقي والسر الذي يكمن فيه،متجاهلين أن الفتن هي التي دمرت الدول العربية بل ولا زالت تدمرها.
فسوريا دمرت ولا زالت تدمر بأيادي أبنائها،سبقتها لذالك الدمار دول عربية لا زالت تدفع الثمن غاليا،وليبيا دمرت أو تدمر ومصر تتخبط في الدمار وسبقتهم العراق وما أدرايك ما العراق. نكبات،هزات،تدبيرات أحاطت بالدول العربية قبلنا وحولنا ولا زلنا نتجاهل واقع عالمنا بل الواقع الذي نعيش فيه،فتن كقطع اليل المظلم لن تفيدنا في شي ولن يكون مصيرنا فيها إلا مصير من قبلنا، أمم هدمت ودول خربت وشعب شعلت فيه فتن حتى أصبح الأخوان يحملان السلاح هم كل منهما هو قتل الآخر.....
سبات،ظلام لا يرى النور فيه إلا طيف من الخيال المشكوك في صحته.
يتهمونني بالنفاق تارة وبالخيانة تارة أخرى حين أقول حقيقة بلدي وعيناي تذرفان دما بدل الدموع.
مغالطات،مزايدات،تعليلات،تشكيكات،تفرقة،زرع فتنة كلها أمور أصبحنا نشاهدها أمامنا تتجلى ونحن مدركين حقيقة خباياها ومصيرها ولكن..... لا حياة لمن ننادي!.
لقد عشنا من الوقت ما يكفي لتقدمنا ونحن الآن في طريقنا لهدم كل إنجاز قد تم تشييده سلفا وإن قل.
هكذا تبدأ الثورات والفتن بشي صغير ثم تكبر المسألة عن حالتها لتصل إلى حد فقدان السيطرة عليها، لتقتل أرواح ويشرد أبناء وتسال دماء وترمل أمهات،ليعلمنا التاريخ أن الفتن مصيرها واحد مهما تعددت أسبابها.
أصرخ في صمت ضاعت الوطنية وأي جوهر ضاع.......؟!
عبدالله لوليد