
لا تخلو الإنسحابات الأخيرة سواء من حركة إيرا أو تلك التى حصلت في التحالف و باقي التشكيلات الحرطانية من بعض التمصلح و أكتساب الفرص ,إلا أن ذلك لا يمنع من إلتماس العذر للمنسحبين و لا مانع من محاسبة النفس و مراجعة الذات حتي لا ينهار مجتمع الحراطين و تقتل فيه الثقة بينه فيختفي الطموح الى غد أفضل لهذا البلد , لا شك أن المتتبع لتاريخ هذه الحركات و طبيعة نشأتها يدرك جيدا أنها تفتقد التأطير و التكوين لمناضليها كما تفتقد المؤسساتية و الخطط و الإستراتيجيات , بدل ذلك تأسس علي العمالة و التفرقة و القرابة و هي أمور تتنفي مع المبدأ الحقيق الذي ينطلق من الحرية و الإنعتاق ليصل الى العدالة و المساواة , فكثيرا ما أنخدع المناضلين الحراطين بصدقية القادة في دفاعهم عن العبيد و العبيد السابقين , فيبذلون أموالهم و أنفسهم و ما ملكت يمينهم ليصل هؤلاء القادة الى اعلي المناصب و لكن تحصل المفاجأة الكبري عندما بدأ الحراطين الإستفادة من مكاسبهم النضالية , ليتحول القادة الى ذوي فضل علي ضحايا الأستعباد و مخلفاته و يصير الضحايا الى طلب ش ينفظح ,فتتسع الهوة بين القادة و القاعدة فتنعدم الثقة و تنكشف الحقائق , فيبدا التذمر أستعداد لموسم الهجرة التي تأخذ طريقها عادة الى حيث يتخندق القادة و يتكسبون غالبا الى النظام ,إلا من رحم ربي من من فضلوا البقاء علي مواقفهم , و الإستمرار و من هنا بدل أن يفكر القادة و منوالاهم في دوافع الهجرة و مصير أمة يطلقون حملات التشكيك و التخوين تأخذ مداها بفعل صبية و بعض المضللين , ليرد المنسحبين بشكل سلبي يحكمه الطمع و الأسف علي الماضي ..فينتشر التخوين بين الأطراف. لكن ما لا يفهمه الكثيرين أن الوعي دب في صفوفهم و لم تعد تحكمهم العاطفة و نكة الجراح , بل أن القضاء علي الفقر و توفير التعليم و التوظيف نصب اعينهم في ظل دولة يحكمها القانون يتعايش فيها الجميع بعيدا عن سيطرة القبيلة و العسكر دولة يتعانق فيها الحميع و تذوب فيها الفوارق الإجتماعية و أكبر خطإ ترتكبه الدولة هو عملية شراء الأفراد التى أثبتت فشلها .