احمد عمو : اتفهم دعوات بعض شباب الحراطين للكفاح المسلح ، لكني استبعد و اتوقع عواقب وخيمة جدا " تدوينة"

أربعاء, 2017-12-06 15:47

بدأت بعض الأصوات - لله الحمد قليلة - تطالب باللجوء إلى العنف تسمع من بعض من يحدوهم التحمس و روح المغامرة من شباب مناضلى الحركات الإنعتاقية.
مع أننى أتفهم تعطش  المظلومين إلى المساواة و العدالة و إستعجالهم لحصد ثمار نضالهم السلمى إلا أننى أريد أن أشير إلى خطورة هذا النوع من الطرح ليس فقط على السلم الإجتماعى و المستقبل المشترك لهذا الشعب بل إلى القضية نفسها .
 النضال المسلح لا يفلح إلا ضد قوة غازية قدمت من وراء الحدود و يمكن أن تخرج و تغادر البلاد حين يحصل شبه إجماع داخلى على ذالك أو من أجل إنفصال جزء من بلد عن الاحزاء الآخرى .
 بدأت الثورات فى ليبيا و فى سوريا بمطالب مشروعة لشعوب قاست الظلم و التسلط لمدة عقود لكن هذه الثورات فشلت يوم أطلقت أول رصاصة من طرف المتظاهرين فتحولت إلى نزاع مسلح إستدعى تدخل القوى الأجنبية و تداعت إليه المنظمات المتطرفة فأنفصم العقد الإجتماعى الذى كان يربط المواطنين و تمت خصخصة العنف الذى كانت تحتكره الدولة ليتفرق بين عشرات الميليشيات و زعماء الحرب فتعم الفوضى و تقتل الناس على الهوية خارج نطاق القانون و تغتصب النشاء و يباع البشر فى أسواق النخاسة حتى أصبح الناس يحنون إلى فترة حكم الدكتاتوريات لأنها كانت توفر على الأقل قدرا من الأمن . المطالبة بالحقوق و الإنصاف لبعض الشرائح لا يمكن أن يتحقق إلا بالنضال السلمى مثل المظاهرات و الوقفات و الإضراب و حتى العصيان المدنى .....و الذى يجب أن يقتنع به و ينخرط فيه طيف واسع من مختلف مكونات الشعب. و هذا دورنا بأن نقنع الجميع بأن إنصاف لحراطين و تمكينهم من حقوقهم ليس على حساب مكون آخر بل هو شرط من شروط التآلف و السلم الإجتماعى .
 الأمن كالصحة تاج فوق رؤوس من ينعمون به لا يراه إلا من تمزقهم الحروب و تقطع أوصالهم النزاعات .

طاب يومكم