
لوحظ مؤخرا أنتشار رقعة الخطاب الشرائحي في صفوف مكونات شعبنا الواحد ، في الوقت الذي يرتفع فيه منسوب الوعي الجماعي بضرورة تصحيح واقع المظالم التاريخية والإنصاف مما جعل التزايد والنكران سيدا الموقف في تنام شطط غير مسبوق بين القوة الظلامية المتمسكة بالعقليات البائدة الموبوءة والأخرى التواقة للتغيير وتصحيح الأخطار الناجمة عن تلك المظالم . وقد تطور هذا السجال الشرائحي والفئوي الشططي حد القدح في بعض الأعراض الشخصية بقصد أو بغير قصد نتيجة لتحمس جنوني وصل عتبة الإساءة اللفظية وهذا خطأ عرضي تلزم التوبة منه والحلم عن مصدره أملا في تتبع الدوافع و الأسباب المؤدية له وإيجاد علاجات لهكذا أخطار بإحلال مبدأ العدالة والموساواة بين كافة مكونات شعبنا الواحد الذي يجمعه الوطن والدين الواحد رغم تعدد المكونات والألوان وذاك تنوع إيجابي يعزز التآخي والشبك الإجتماعي بيننا مما يعطينا لوحة فنية فريدة قل نظيرها ويجب المحافظة على تلك الفسيفساء الشامخة...
تتشعب دوافع و أسباب هذا السجال الشرائحي والفئوي إلى جذور عديدة حسب غايات أصحابها ومفتعليه بتعدد غاياتهم الإجتماعية والسياسية والاقتصادية لكنها جميعا تنطلق من مسلكيات الحيف المترجم بممارسات الغبن والقهر والتمييز الشرائحي والفئوي وعدم تطبيق السلطة لمبدأ الإنصاف والعدل والمساواة وهو ما يولد ردة فعل ناغمة من طرف على طرف آخر ظنا منه أن السلطة تعمل على تقويضه وتمكين الطرف الآخر من كل المقدرات على حسابه وهو خطأ غير وارد ومن المستحيل أن تعمل به سلطة تزن الموازن وتعي تعددية مكونات شعبها الواحد وهي واعية بالمصالح العامة قلة وكثرة
إن الناظر لمسلك تنامي هذا الخطاب المشحون شرائحيا وفئويا ليدرك يقينا وقعه المجتمعي ويدرك جليا حضور المظلمات التاريخية في وسط حماسه وهو مايحتم على السلطة إجاد حل ينهيه بشكل قطعي دون رتوش أو إنصاف الحلول التي تسمن بعض ممتطي هكذا قضايا وتعذب البعض الآخر في قاع الحرمان والاستغلال وهذا النوع من الحلول وشطرنج العلاج يقتل العدل والأمل ويعمق الشرخ المجتمعي ويجعل المتربصين يخلطون بين مفهوم الاستغلال الشرائحي والفئوي والمظالم التاريخية التي تستدعي الحلول الوطنية ، والحل النهائي لهذه المظالم تمتلكه السلطة فقط دون غيرها، وقادرة على تفعيله في غض طرف عين مظلوم يأمل إنصافه والقواسم المشتركة بين مكونات شعبنا تعزز ذلك إن شاءت السلطة وسد الباب أم راكبي الأمواج المحلية ودوائر التربص الإقليمية والدولية عاشقة إستغلال أصحاب المظالم لأغراضها هي في الخفاء وهم أداتها في الظاهر مع ظنهم أن إبحار السفينة من أجلهم والعكس صحيح. صحيح أن ثمة مظالم النكراء تارخية وقعت وطالت الكثير منا بفعل فاعل، وجانبا مرتكبيها سواء فيها وعلاجها الحلول الوطنية المنصفة لا نبشها بغية الجشع السلبي فذاك مناف لقيم الإنسانية التي نصبوا إليها ونحن من دعاتها في حلة البراءة والتنزه..!
ثمة وخز ضمير ومساعي حثيثة تمتلكها بعض عقولنا الوطنية المنصفة الغائرة على مستقبل بلدها والتي تعمل بصمت وتكابد قوقاء الإداريين نحو إحقاق الإنصاف وتسوية المظالم لكن المخاض عسير ، لاينكر أحد منا إلا مكابرا ذاك الحس الوطني وجسامة المسؤولية التي سنها رئيس الجمهورية صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني في كل خرجاته الرسمية التي تصل دوما حد تطلعات كل المواطنين خاصة أصحاب المظالم التاريخية والعرضية ومسعاه الخطابي الصادق نحو موريتانيا موحدة يسودها العدل والأمل والمساواة لكن للأسف هذا النداء الوطني المتكرر من صاحب الفخامة لم تترجمه الجهات المعنية واقعيا بحجم دعواه هو وأمله في تطبيقه مما شكلا خللا في صيغة التعليمات الرسمية وكيفية تنفيذها وقعيا كما أريد لها وينبغي تلافي ذلك. كما أنه أمر مستغرب.!
يحسب لرئيس الجمهورية حرصه الدائم على مخاطبة الجميع وتعتبر دعوته للحوار الوطني المرتقب والذي نأمل أن يكون حوارا وطنيا جامعا يخرجنا من حزز التناقض وتشكيك هذا ونطلق من خلاله وطنية مية وزهير وچينابا ولام ونبقى في طهارة حب حواء وآدام وشنقيطية موريتانيا وعزها ونموت جميعا في عشقيها ذودا وبناء ونكون نحن موريتانيا وموريتانيا نحن....رحم الله أبي وأباك قل الحق ونصف المظلوم نحن قادرون على حب موريتانيا ورسم وردتها الفياحة.
المدير: محمد فاضل دمب